للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مما يلي الجزيرة. فأغارت الروم على ناحيتهم، فسبت صهيبا وهو غلام، فنشأ بالروم، فصار ألكن، فابتاعه رجل من كلب، فقدم به مكة، فاشتراه أبو زهير عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب. فاسترقّه، ثم أعتقه. فأقام معه إلى أن هلك. وكان مهلك ابن جدعان قبل المبعث ببضع عشرة سنة، ولم يزل صهيب مع آل جدعان إلى أن بعث رسول الله ﷺ، فأسلم.

وأما أهل صهيب وولده، فيقولون: لم يشتره أحد من الذين سبوه، ولكنه لما ترعرع وعقل، هرب من الروم، فسقط إلى مكة، فحالف ابن جدعان وأقام معه إلى أن هلك.

وأنّ صهيبا كان أحمر شديد الحمرة، فسمي روميا لذلك، ولأنه سقط إلى الروم.

وقال المدائني: سبته العرب، فوقع إلى مكة، ولم يدخل الروم قط، وإنما سمي روميا لحمرته.

- حدثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد بن زيد، عن معروف الخزري، عن محمد بن سيرين قال:

صهيب من العرب، من النمر بن قاسط.

- حدثنا عمرو بن محمد الناقد ويحيى بن أيوب الزاهد وسريج بن يونس، قالوا ثنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي - وقال بعضهم: ابن علية (١) -أنبأ يونس بن عبيد، عن الحسن، قال:

قال رسول الله ﷺ: «صهيب سابق الروم».

- حدثني أبو صالح الفراء: أنبأ حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال:


(١) - علية أمه غالبا ما نسبه المحدثون إليها.