أتته راية بني يشكر، وأقبل عباد بن الحصين في الخيل فتوافقوا ولم يقتتلوا، فلما كان الغد بدروا إلى جفرة نافع بن الحارث التي نسبت بعد إلى خالد، ومع خالد رجال من بني تميم وافوه، وهم: صعصعة بن معاوية وعبد العزيز بن بشر ومرة بن محكان الربيعي، ومعه عبيد الله بن أبي بكرة وحمران ومغيرة بن المهلب، وكان على الزبيرية قيس بن الهيثم السلمي، وكان يستأجر الرجال يقاتلون معه، فتقاضى رجل أجرته فقال: غداً أعطيتك إياها، وكان في عنق فرسه جلاجل، فقال رجل يقال له غطفان بن أنيف أحد بن كعب بن عمرو بن تميم:
لبئسَ ما حكمتَ يا جلاجلُ … النقدُ دينٌ والطعانُ عاجلُ
وأنتَ بالبذلِ ضنينٌ باخلُ
وكان على خيل بني حنظلة عمرو بن وبرة العجيفي، وكان له عبيد يؤاجرهم كل يوم بثلاثين فيعطيهم عشرةً عشرةً، فقيل له:
لبئس ما حكمت يا بن وبرة … تعطى ثلاثين وتعطي عشرةْ
ووجه مصعبُ بن الزبير زحر بن قيس الجعفي مدداً لا بن معمر في ألف، ووجه عبد الملك عبيد الله بن زياد بن ظيبان بن الجعد أحد بني عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة مدداً لخالد، فوافى وقد تفرق الناس عنه، فلحق بعبد الملك.
أبو الحسن المدائني عن رجل عن السكن بن قتادة قال: اقتتلوا أربعة وعشرين يوماً فأصيبت عين مالك بن مسمع، فضجوا من الحرب، ومشت السفراء بينهم وفيهم: يوسف بن عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي، فصالحهم ابن معمر على أن يخرج خالداً من البصرة وهم آمنون، فخرج