للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها الجنة "؟ فاشتريتها من صلب مالي؟ قالا: اللهم نعم، قال: فأنشدكما الله والإسلام هل تعلمان أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسول الله : " من يشتري بقعة آل فلان لتُزاد في المسجد بخيرٍ لهمنها الجنة "؟ فاشتريتها ممن صلب مالي؟ قالا: اللهم نعم، قال: فأنشدكما الله هل تعلمان أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قالا: اللهم نعم، قال: أنشدكما الله هل تعلمان أن رسول الله كان بثبير - أو قال بحراء - فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته إلى الحضيض فركضه برجله فقال: " اسكن، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قالا: اللهم نعم (١).

حدثنا أحمد بن إبراهيم ومحمد بن حاتم بن ميمون قالا: حدثنا عبد الله بن ادريس قال: سمعت حصيناً يذكر عن عمرو بن جأوان عن الأحنف بن قيس قال: قدمنا حاجين فإنا لبمنى (٢) إذ أتى آتٍ فقال: إن الناس قد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد، وإذا عليّ والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص، قال: فإنا كذلك إذ جاء عثمان وعليه لملاءة صفراء قد قنع بها رأسه فقال: أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله قال: " من ابتاع مربد بني فلان غفر الله له "، فابتعته له بعشرين - أو قال: بخمسة وعشرين - ألفاً فقال: " اجعله في مسجدنا واجره لك قالوا: نعم، قال أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله قال: " من ابتاع بئر رومة غفر الله له "، فابتعتها بكذا وكذا، فقال: " اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله نظر في وجوه القوم فقال: " من جهز هؤلاء - يعني جيش العسرة - غفر الله له "، فجهزتهم حتى


(١) ورد هذا الخبر مع أخبار مماثلة في تاريخ دمشق - نفسه - ص ٣٣٤ - ٣٤٣.
(٢) في ابن عساكر ص ٣٣٤ - ٣٣٥ "بالمدينة".