للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي بكر، فكتب عهده على مصر ووجه معهم عدةً من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي سرح.

حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن محمد بن عبد الله الزهري أن عثمان كان يأخذ من الخيل الزكاة، فأنكر ذلك من فعله وقالوا: قال رسول الله " عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق ".

وحدثني محمد بن سعدالواقدي عن محمد بن عبد الله عن الزهري، وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده - وفي أحد الحديثين زيادة عن الآخر فسقتهما ورددت بعضهما على بعض - أن الحكم بن أبي العاص بن أمية عم عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية كان جاراً لرسول الله ، وكان أشد جيرانه أذى له في الإسلام وكان قدومه المدينة بعد فتح مكة، وكان مغموصاً عليه في دينه، فكان يمر خلف رسول الله فيغمز به ويحكيه ويخلج بأنفه وفمه وإذا صلى قام خلفه فأشار بأصابعه، فبقي تخليجه وأصابته خبلةٌ، واطلع على رسول الله ذات يوم وهو في بعض حُجر نسائه فعرفه وخرج إليه بعنزة (١) وقال: " من عذيري من هذا الوزغة اللعين (٢)، ثم قال: لا يساكنني ولا ولده "، فغربهم جميعاً إلى الطائف، فلما قبض رسول الله كلم عثمان أبا بكر وسأله ردهم فأبى ذلك وقال: ماكنت لآوي طُرداء رسول الله . ثم لما استخلف عمر


(١) رمح قصير.
(٢) الوزغة: الرجل الحارض الفشل. القاموس.