من مال المسلمين درهماً فما فوقه، فقال المسور: لو أكلت طعامك وسكت لكان خيراً لك، لقد غزوت معنا إفريقية وإنك لأقلنا مالاً ورقيقاً وأعواناً وأخفنا ثقلاً فأعطاك ابن عفان خمس إفريقية، وعملت على الصدقات فأخذت أموال المسلمين؛ فشكاه مروان إلى عُروة وقال: يُغلظ لي وأنا له مكرم متقٍ.
وحدثني محمد بن سعد الواقدي عن عبد الله بن جعفر عن أم بكر عن أبيها قالت: قدمت إبل الصدقة على عثمان فوهبها للحارث بن الحكم بن أبي العاص.
وحدثني محمد بن حاتم بن ميمون الحجاج الأعور عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: كان مما أنكروا على عثمان أنه ولى الحكم بن أبي العاص صدقات قضاعة فبلغت ثلاثمائة ألف درهم، فوهبها له حين أتاه بها.
وقال أبو مخنف والواقدي في روايتهما: أنكر الناس على عثمان إعطاءه سعيد بن العاص مائة ألف درهم، فكلّمه عليّ والزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمن بن عوف في ذلك، فقال: إن له قرابة ورحماً، قالوا: أفما كان لأبي بكر وعمرو قرابة وذوو رحم؟ فقال: إن أبا بكر وعمرو كانا يحتسبان في منع قرابتهما، وأنا أحتسب في إعطاء قرابتي، قالوا: فهديهما والله أحب إلينا من هديك، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن ابن أبي سبرة عن أشياخه قالوا: كان عثمان يبعث السعاة لقبض الصدقات إذا حضر الناس المياه، ثم