للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الهيثم بن عدي: اللذان دخلا على الوليد وهو سكران: زياد بن علاقة التيمي، وجندب بن زهير الأزدي.

وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي في اسناده وعباس بن هشام عن أبيه عن جده وأبي مخنف وغيرهما قالوا: أتى طلحة والزبير عثمان فقالا له: قد نهيناك عن تولية الوليد شيئاً من أمور المسلمين فأبيت، وقد شُهد عليه بشرب الخمر والسكر فاعزله، وقال له علي: اعزله وحُدَّه إذا شهد الشهود عليه في وجهه، فولى عثمان سعيد بن العاص الكوفة وأمره بإشخاص الوليد، فلما قدم سعيد الكوفة غسل المنبر ودار الإمارة وأشخص الوليد، فلما شُهد عليه في وجهه وأراد عثمان أن يحده ألبسه جُبة حبرٍ وأدخلهُ بيتاً، فجعل إذا بعث إليه رجلاً من قريش ليضربه قال له الوليد: أنشدك الله أن تقطع رحمي وتغُضب أمير المؤمنين عليك، فيكفُّ، فلما رأى ذلك عليّ بن أبي طالب أخذ السوط ودخل عليه ومعه ابنه الحسن، فقال له الوليد مثل تلك المقالة، فقال له الحسن: صدقَ يا أبه، فقال عليّ: ما أنا إذاً بمؤمن، وجلده بسوطٍ له شعبتان أربعين جلدة ولم ينزع جُبته، وكان عليه كساء فجاذبه عليّ إياه حتى طرحه عن ظهره وضربه ومايبدو إبطه.

قالوا: وسئل عثمان أن يحلقه، وقيل له إن عمر حلق مثله، فقال: قد كان فعل ذلك، ثم تركه.

وكان النبي وجه الوليد على صدقات بني المصطلق فجاء فقال: إنهم منعوا الصدقة، فنزل فيه " إن جاءكم فاسقٍ " (١) فتبينوا الآية.


(١) سورة الحجرات الآية: ٦.