للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: كذبت يابن سمية، فقال: وأنا والله ابن سمية وابن ياسر، فأمر غلماناً له فمدوا بيديه ورجليه ثم ضربه عثمان برجليه وهي في الخفين على مذاكيره فأصابه الفتق، وكان ضعيفاً فغشي عليه.

وقد قيل أيضاً إن عثمان مر بقبر جديد فسأل عنه فقيل قبر عبد الله بن مسعود، فغضب على عمار لكتمانه إياه موته إذ كان المتولي للصلاة عليه والقيام بشأنه، فعندها وطئ عماراً حتى أصابه الفتق.

وكان محمد بتن أبي بكر بن أبي قحافة، ومحمد بن أبي حذيفة خرجا إلى مصر عام خرج عبد الله بن سعد بن أبي سرح إليها، فأظهر محمد بن أبي حذيفة عيب عثمان والطعن عليه وقال: استعمل عثمان رجلاً أباح رسول الله دمه يوم الفتح ونزل القرآن بكفره حين " قال سأنزل مثل ما أنزل الله " (١).

وكانت غزاة ذات الصواري في المحرم سنة أربعٍ وثلاثين وعليها عبد الله بن سعد فصلى بالناس، فكبر ابن أبي حُذيفة تكبيرة أفزعه بها فقال: لولا أنك حدث أحمق لقاربت بين خطوك، ولم يزل يبلغه عنه وعن ابن أبي بكر ما يكره، وجعل ابن حذيفة يقول: يا أهل مصر إنا خلفنا الغزو وراءنا يعني غزو عثمان؛ وقد كان عثمان رضي الله تعالى عنه ضرب ابن أبي حذيفة في الشراب فاحتمل عليه لذلك حقداً وحنقاً وهو كان رباه بعد مقتل أبيه باليمامة، فكتب ابن أبي سرح إلى عثمان إن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة قد أنغلا عليّ المغرب وأفسداه، فكتب إليه عثمان: أما محمد بن


(١) سورة الأنعام - الآية: ٩٣.