للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دون الله؟ فيقول: نعم، افتداء مما يبلغون من جهده، فإذا أفاق، رجع إلى التوحيد.

- وقال الكلبي: عذّب قوم لا عشائر لهم ولا مانع، فبعضهم ارتدّ، وبعضهم أقام على الإسلام، وبعضهم أعطى ما أريد منه من غير اعتقاد منه للكفر. وكان قوم من الأشراف قد أسلموا، ثم فتنوا. منهم سلمة بن هشام بن المغيرة، والوليد بن الوليد بن المغيرة، وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص السهمي.

- قال: وكان رسول الله إذا جلس في المسجد، جلس إليه المستضعفون من أصحابه: عمار وخبّاب، وصهيب، وبلال، وأبو فكيهة، وعامر بن فهيرة وأشباههم من المسلمين. فيقول بعض قريش لبعض: هؤلاء جلساؤه كما ترون؛ قد ﴿مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا﴾. فأنزل الله ﷿: ﴿أَ لَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ؟﴾ (١) ونزل فيهم: ﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ﴾ (٢).

ونزل فيهم: ﴿وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ لَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ (٣). ونزل فيهم ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَ صَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٤). قالوا: وكان مجاهد يقول: يعني الذين تكلموا بما تكلموا به وهم كارهون.


(١) - سورة الأنعام - الآية:٥٣.
(٢) - سورة الأنعام - الآية:٥٢.
(٣) - سورة النحل - الآيتان:٤١ - ٤٢.
(٤) - سورة النحل - الآية:١١٠.