للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الكلبي: وكان هشام بن عبد الملك في أيّامه عزل حنظلة بن صفوان الكلبي عن إفريقية، ولاّها عبيدة بن عبد الرحمن السلمي، فأضرّ بمن هناك من كلب وتعصّب عليهم، فقال أبو الخطّار الحسام بن ضرار:

أقادت بنو مروان قيسا دماءنا … وفي الله إن لم تعدلوا حكم عدل

كأنّكم لم تشهدوا مرج راهط … ولم تعلموا من كان ثمّ له الفضل

وقيناكم ورد القنا بنحورنا … وليس لكم خيل سوانا ولا رجل

قال الكلبي: وكاد مروان يقتل يوم المرج فاستنقذه محرز بن حزيب بن مسعود أحد بني هزيم بن عديّ بن جناب الكلبي، هو والحراق بن حصين بن غرار أحد بني نوفل بن عديّ بن جناب، فرأى جوّاس بن القعطل من عبد العزيز بن مروان جفوة له وتقديما للحراق فقال له:

ألا بئس امرئ من ضرب حصن … أضاع قرابتي وحبا الحراقا

يقال في بني فلان ضرب نساء من فلان، وأمّ عبد العزيز كلبيّة من بني حصن.

ومحترم على رأي أصيل … إذا ما شدّ حازمه النطاقا

أبى لي أن أقرّ الضيم قوم … هم راخوا لمروان الخناقا

وإني فاعلمنّ لذو انصراف … إذا ما صاحبي رام الفراقا

فإلا تقبل الأمراء عذلي … ونصحي الغيب لا أهب (١) الشقاقا

قال: وقتل همّام بن قبيصة فرثته عميرة بنت عامر الجعونيّة فقالت:

لقد فجعتني الحادثات بسيّد … كريم نشاه من نمير (٢) بن عامر


(١) بهامش الأصل: أهب من الهيبة.
(٢) بهامش الأصل: تميم.