للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جحش، وأمهم أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، فأما عبد الله، فهاجر في المرة الثانية، وقدم فشهد بدرا مع النبي ، واستشهد يوم أحد، ودفن مع حمزة في قبر واحد، وأما أبو أحمد، وهو عبد، فكفّ بصره ومات بالمدينة، ولم يهاجر إلى الحبشة قط. ومن قال انه هاجر، فقد أبطل، وأما عبيد الله، فهاجر إلى الحبشة في المرة الثانية، فتنصر ومات على النصرانية، فيقال انه غرق في البحر وهو سكران، ويقال غرق من الخمر، وكانت معه امرأته، رملة بنت أبي سفيان بن حرب، فولدت له جارية سمتها حبيبة. فقيل «أم حبيبة»، فأقامت على الإسلام، فخلف عليها رسول الله . وذلك أنه وجه عمرو بن أمية الضمري إلى أصحمة النجاشي بكتاب منه، يدعوه فيه إلى الإسلام؛ وأمره أن يخطب عليه أم حبيبة، فوكلت خالد بن سعيد بن العاص بتزويجها، وكان وأخوه أقرب من بالحبشة إليها، فزوّجها إياه. وكان عبيد الله يقول: «فقحنا وصأصأتم»، أي أبصرنا ولم يبصر المسلمون. وهذا مثل. وأصله ان الجرو إذا فتح عينه، قيل: فقح، وإذا فتح ثم غمض من الضعف لصغره، قيل: صأصأ، وأبو أحمد بن جحش، الذي جعل يوم فتح مكة يمرّ بين يدي رسول الله بين الصفا والمروة، وهو يقول:

يا حبذا مكة من وادي … أرض بها أهلي وعوّادي

إني بها ترشح أوتادي … إني بها أمشي بلا هادي

وشجاع بن وهب بن ربيعة، أحد بني مالك بن كبير بن غنم. ويكنى أبا وهب. هاجر في المرة الثانية، ثم هاجر إلى المدينة مع النبي ، وكان نحيفا، طوالا، أحنى. وقتل يوم اليمامة شهيدا، وهو له بضع وأربعون سنة. ويقال إن أخاه عقبة بن وهب كان معه، والثبت أنه كان معه ببدر.