للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلّه، وقد كان شرب التياذريطوس (١)، فلم يزل بالبصرة عليلا، ولما قدم ولّى المهلّب قتال الأزارقة.

قال: وقدم الأخطل البصرة عليه وقد حمل ديات عن قومه، فأتى بني سدوس وفيهم سويد بن منجوف، ورجل من بني أسعد بن همّام فسألهم، فقال له الأسعدي: ألست القائل:

إذا ما قلت قد صالحت بكرا … أبى الأضغان والنسب البعيد

وأيّام لنا ولهم طوال … يعضّ الهام فيهنّ الحديد (٢)

لا لعمر الله لا نرفدك ولا نعينك وإنّك منّا للهوان لأهل فقال:

متى آت الأراقم لا يضرني … نتيت الأسعديّ وما يقول

فإن تمنع سدوس درهميها … فإنّ الريح طيبة قبول

وإنّ بني أميّة ألبستني … ظلال كرامة ليست تزول

سيحملها أبو مروان بشر … فذاك لكلّ مثقلة حمول

ويكفيني التي استكفيت منها … بفعل لا يمنّ ولا يحول (٣)

فقال له بشر: يا أبا مالك وكم حمالتك؟ قال: خمسون ألفا، فأمر له بها، وقال أنا أحقّ برفدك من بني سدوس وبني أسعد.

ولبشر يقول أعشى بني أبي ربيعة

يا سيد الناس من عجم ومن عرب … وأفضل الناس في دين وفي حسب


(١) أصيب بشر بالاستسقاء، ولعل هذا اسم الدواء الذي تناوله. انظر الفتوح لابن الأعثم - ط. بيروت ١٩٩٢ ج ٢ ص ٤٤٢.
(٢) ديوان الأخطل ص ٩٥.
(٣) ديوان الأخطل ص ٢٩٣ - ٢٩٥.