للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الفرزدق يرثيه:

أعينيّ إلاّ تسعداني ألمكما … فما بعد بشر من عزاء ولا صبر

فلو أنّ قوما دافعوا الموت بعده … بشيء لدافعت المنيّة عن بشر

ولكن فجعنا والرزيئة مثله … بأبيض ميمون النقيبة والأمر

فإلاّ تكن هند بكته فقد بكت … عليه الثريّا في كواكبها الزهر

أغرّ أبو العاصي أبوه كأنّما … تفرّجت الأبواب عن قمر بدر

على ملك كاد النجوم لفقده … تدهدى وتلكّ الراسيات من الصخر

سيأتي أمير المؤمنين مصابه … وعبد العزيز للإمارة في مصر

بأنّ أبا مروان بشرا أخاهما … ثوى غير متبوع بعجز ولا غدر

(١) في قصيدة.

ولما احتضر بشر استخلف خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص على البصرة فكان عليها بعد وفاة بشر حتى ولي الحجّاج العراق، فولّى الحكم بن أيوب، ويقال: وجّه ابن أبي بكرة، حتى قبض العمل من خالد ثم ولّى الحكم بعده.

وقال أبو اليقظان: قدم بشر البصرة فأقام بها ستة أشهر ويقال أربعة أشهر، فشرب التياذريطوس فاشتد وجعه، ويقال: شربه بالكوفة ثم شخص إلى البصرة فأمرضه السعب (٢) فمات بالبصرة بعد أشهر.


(١) ديوان الفرزدق: ج ١ ص ٢١٧ - ٢١٨.
(٢) يقال سال فمه سعابيب: امتد لعابه كالخيوط، والسعب كل ما تسعب من شراب وغيره. القاموس.