للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على رأسه بالسيف فخرّ بين قوائم برذونه يخور كخوار الثور، فنظرت فإذا هو ابن زياد.

وانصرف المختار إلى الكوفة، ومضى إبراهيم بن الأشتر إلى الموصل، وبعث عمّاله عليها وعلى نصيبين، وسنجار ودارا، وما والاها من أرض الجزيرة.

وقال الهيثم بن عديّ: ولّى ابن الأشتر زفر بن الحارث قرقيسيا، وحاتم بين النعمان الباهلي حران والرها، وسميساط وناحيتها، وعمير بن الحباب كفرتوثا وطور عبدين، وليس ذلك بثبت عند الكلبي.

وقال عمير بن الحباب حين قتل ابن زياد:

ما كان جيش يجمع الخمر والزنا … محلاّ إذا لاقى العدوّ لينصرا

وقال ابن المفرّغ حين قتل ابن زياد:

إنّ المنايا إذا ما زرن طاغية … هتكن أستار حجّاب وأبواب

أقول بعدا وسحقا عند مصرعه … لابن الخبيثة وابن الكودن الكابي

لا أنت زاحمت عن ملك فتمنعه … ولا متتّ إلى قوم بأسباب

لا من نزار ولا من جذم ذي يمن … جلمودة ألقيت من بين ألهاب

لا تقبل الأرض موتاهم إذا قبروا … وكيف تقبل رجسا بين أثواب (١)

قالوا: ولحق جميع من كان هرب من المختار من أهل الكوفة أو أكثرهم بمصعب بن الزبير بالبصرة، وقد قدمها واليا على المصرين، فقدم شبث بن ربعي التميمي على بغلة قد قطع ذنبها وطرفي أذنيها وشقّ قباءه،


(١) ديوان يزيد بن مفرغ ص ٨٢ - ٨٤.