الكوفة، وقد كان حصّن القصر والمسجد واستخلف بالكوفة عبد الله بن شدّاد الجشمي، وجعل المختار يومئذ على ميمنته سليمان بن يزيد الكندي وعلى ميسرته سعيد بن منقذ الهمداني، وكان على شرطته يومئذ عبد الله بن قراد الخثعمي، وكان على ميمنة المصعب المهلّب بن أبي صفرة، وعلى ميسرته عمر بن عبيد الله بن معمر، وعلى الخيل عبّاد بن الحصين، وعلى الرجال مقاتل بن مسمع، وعلى أهل الكوفة محمد بن الأشعث بن قيس، وعلى بكر بن وائل مالك بن مسمع.
فلما رأى المختار ذلك وجّه إلى كل خمس من أخماس أهل البصرة رجلا، فبعث إلى بكر بن وائل سعيد بن منقذ صاحب ميسرته وإلى عبد القيس وعليهم مالك بن المنذر بن الجارود عبد الرحمن بن شريح الشبامي من همدان، وكان على بيت ماله، وبعث إلى أهل العالية وعليهم قيس بن الهيثم السلمي عبد الله بن جعدة بن هبيرة المخزومي، وبعث إلى الأزد وعليهم زياد بن عمرو العتكي سليمان بن يزيد الكندي، وكان على ميمنته، وبعث إلى محمد بن الأشعث السائب بن مالك الأشعري، ووقف في بقيّة أصحابه، وكان المهلّب في خمسين كثيري العدد والفرسان، وهم الأزد، وتميم، وكان الأحنف حاضرا، ولم يحبّ أن يشهر نفسه فحمل بعض القوم على بعض، والمهلّب واقف فقيل له: ألا تحمل؟ فقال: ما كنت لأجزر الأزد وتميما خشبيّة أهل الكوفة حتى أرى فرصتي، وحمل ابن جعدة على أهل العالية فكشفهم حتى ألحقهم بمصعب، فجثا المصعب عندها على ركبتيه ورمى سهمه فرمى الناس سهامهم، وبعث إلى المهلّب: ما تنتظر لا أبا