فهاجر منها إلى المدينة، ومرض ورسول الله ﷺ ببدر وهو معه، فمات مقدم رسول الله ﷺ من بدر سنة اثنتين، وكانت عنده حفصة بنت عمر بن الخطاب، فخلف عليها النبي ﷺ. وكان خنيس يكنى أبا حذافة. ولم يذكر موسى بن عقبة هجرة خنيس إلى الحبشة، ولا ذكرها أبو معشر. وثبتها ابن إسحاق (١) والواقدي. ويقال: إنه كان يكنى أبا الأخنس.
عبد الله بن حذافة، أخوه، هاجر إلى الحبشة في المرة الثانية، وكانت الروم أسرته، فكتب عمر رضي الله تعالى عنه إلى قسطنطين في أمره. فخلّى سبيله. وكان من غزاة مصر، ومات في خلافة عثمان، وهو كان رسول النبي ﷺ بكتابه إلى كسرى، وإياه أمر أن ينادي بمنى: إنها أيام أكل وشرب، ويقال: إنه أمر بالنداء بذلك بديل بن ورقاء. ويقال: أمرهما جميعا.
قيس بن حذافة. هاجر معهما. وبعض الرواة يدفع هجرته، والواقدي يثبتها، ويقول: قدم من الحبشة بعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة.
هشام بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعد بن سهم، أخو عمرو بن العاص. وهو قديم الإسلام، هاجر إلى الحبشة في المرة الثانية، ثم قدم مكة للهجرة إلى المدينة، فحبسه أبوه، فلم يزل محبوسا بمكة حتى مات أبوه في آخر السنة الأولى من الهجرة، ثم حبسه قومه بعد أبيه، فلم يزل يحتال، حتى تخلص وقدم على النبي ﷺ بعد الخندق، وجاهد فقتل بالشأم، وكان أصغر سنا من عمرو بن العاص أخيه. وكان يكنى أبا العاص، فكناه رسول الله ﷺ أبا مطيع، وأمه أم حرملة بنت هشام بن