للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دسنا ولم نفشل هوازن دوسة … تركت هوازن كالفريد الأعزل

من بعد ما دسنا ترائق هامها … بالمشرفيّة والوشيج الذبّل

وأذلّ معطسكم وأضرع خدّكم … قتلى فزارة إذ سما ابنا بحدل

قالوا: فلما رأت كلب المدار ما لقيته كلب البوادي من زفر بن الحارث، وعمير بن الحباب أمروا عليهم حميد بن حريث بن بحدل الكلبي، فخرج حتى نزل بتدمر، وعبد الملك يومئذ يريد أن يزحف إلى زفر بن الحارث، ثم يأتي العراق لمحاربة مصعب بن الزبير، وكان من شهد المرج من بني نمير بن عامر بناحية الشام بقرب تدمر، وبينهم وبين أهل تدمر عهد وعقد، فأرسل إليهم حميد بن حريث عن نفسه، وعن أهل تدمر: إنّا قد نقضنا عهدكم فألحقوا بمأمنكم من الأرض، ثم سار إليهم فقتلهم، ويقال: إنّه وجّه إليهم جماعة من كلب فأتت عليهم، وإنّ حميدا لم يكن معهم، وسار حميد يريد بني تغلب لمظاهرتهم عمير بن الحباب وقيسا على كلب، فوجد عميرا قد أغار على قوم من كلب فمضى في طلبه ودليلاه العكبش بن حليطة الكلبي والمأموم بن زيد الكلبي، فلم يلحقه ولحق قوما من قيس ممّن كان مع عمير فقتلهم، ولم ينج منهم إلاّ رجل عريان ركب فرسه وأتى عميرا فقال عمير: ما زلت أسمع بالنذير العريان حتى رأيت، ولحق عمير بقرقيسياء وانطلق حميد إلى من قتل من أولئك القيسيّة الذين كانوا مع عمير، فقطع آذانهم ونظمها في خيط ومضى بها إلى الشام.

وانتهى الخبر إلى عبد الملك، وعبد الله بن الزبير يومئذ بمكة، وكان عند عبد الملك حسّان بن مالك بن بحدل الكلبي، وعبد الله بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري، فأتي عبد الملك بالغداء فقال