وتقدّم رجل من عدوان فقال له: ممّن أنت؟ قال: من عدوان، فقال عبد الملك:
غدير الحيّ من عدوا … ن كانوا حيّة الأرض
بغى بعضهم بعضا … فلم يرعوا على بعض
ومنهم كانت السادا … ت والموفون بالقرض
ثم قال للرجل: إيه؟ فقال: لا أدري، فقال معبد بن خالد الجدلي
ومنهم حكم يقضي … فلا ينقض ما يقضي
ومنهم من يجيز الحـ … ـجّ … بالسّنّة والفرض
فقال للرجل: لمن هذا؟ قال: لا أدري، قال معبد: هو لذي الإصبع العدواني واسمه حرثان بن محرّث بن الحارث بن شباب، فقال للرجل: كم عطاؤك؟ قال: سبعمائة، وقال لمعبد: في كم أنت؟ قال في ثلاثمائة، فأمر فحطّ الرجل أربعمائة، وزيدها معبد، فصار في سبعمائة، والآخر في ثلاثمائة وقال: هذا لجهلك، ثم أوصى به عبد الله بن إسحاق بن الأشعث، وقال لبشر: اجعله في صحابتك.
وولّى عبد الملك قطن بن عبد الله الكوفة أربعين يوما، ثم عزله وولّى بشرا وقال: قد ولّيت عليكم بشرا وأمرته بالإحسان إلى محسنكم، واللين لأهل الطاعة والشدّة على أهل المعصية والريبة منكم، فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا مكانفته ومعاونته، وولّى محمد بن عمير همدان وحوشب بن يزيد بن رويم الريّ، وبعضهم يقول: ولّى يزيد بن رويم الريّ، وذلك وهم، لأنّ يزيد قتل قبل مقتل الزبير بن عليّ الخارجي، وخروج قطريّ، وذلك