وقال عبد الله بن إباض: القوم كفار بالنعم، وليسوا بمشركين، فقال له ابن بيهس أما نافع فغلا في الدين فكفر بغلوه، وأما أنت فقصرت فكفرت بتقصيرك، إن آخر هذا الأمر كأوله وعدونا كعدو رسول الله ﷺ، وقد تحل لنا التقيّة ومناكحة قومنا وموارثتهم لما تمسكوا به من الدعوة وكفروا بما أنزل من الأعمال.
قال: فأقام نافع بالأهواز، ونجدة باليمامة، وكتب ابن إباض والصفرية إلى نافع ينكرون عليه شهادته على القعد بالكفر، واستحلاله المال قبل المحاربة، وقتل الأطفال، وما كان عنده من أمانة، وقالوا: إنما أحل لرسول الله ﷺ دماء عدوه وأموالهم إذا ناصبوا القتال، فأما على وجه الأمانة وقبل الحرب فلا، قد قتل رسول الله ﷺ كعب بن الأشرف في داره فلم يغنم ماله والأمانة مؤداة إلى البر والفاجر.
وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا وهب بن جرير عن أبيه ان أصحاب نافع بن الأزرق ونافعا خرجوا بعد مقتل مسعود بن عمرو الأزدي إلى الأهواز فغلبوا عليها، فبعث إليهم عبيد الله بن عبيد الله بن معمر، وكان خليفة أخيه عمر بن عبيد الله بن معمر، أخاه عثمان بن عبيد الله في جيش، فلقيهم بدولاب، وهي قرية دون سوق الأهواز، فقتل عثمان، وهزم جيشه وقتل منهم ناس كثير.
وحدثني أبو خيثمة وأحمد بن إبراهيم قالا: حدثنا وهب بن جرير عن محمد بن أبي عيينة عن سبرة بن نخف ان ابن الأزرق خرج في أربعين وصار إلى دولاب، فبعث إليهم عبيد الله أخاه عثمان في سبعة آلاف من أهل البصرة فهزموا جنده وقتلوه فقال ابن سهم التميمي.