الثقفي، فانتخب المهلب اثني عشر ألفا من جميع الأخماس، وعسكر بالجسر، وأعان المهلب الناس، واتخذ ألوية ورايات، وقاتل الخوارج فهزمهم، وعقد الجسر، وأمر أن لا يتبعوا، فصاروا إلى نهر تيرى وانضموا إلى عبيد الله بن بشير بن الماحوز فقال رجل من الأزد:
أبا سعيد جزاك الله صالحة … عن العراق ليالي الحرب تلتهب
والناس في فتنة عمياء مظلمة … والدين مهتضم والمال منتهب
لولا دفاعك إذ حل البلاء بهم … لأصبحوا عن جديد الأرض قد ذهبوا
وجبى المهلب خراج الفرات وغيره، وأعطى الناس وانضم إليه محمد بن واسع الأزدي الناسك، وأبو عمران الجوني، وعبد الله بن رياح الأنصاري، وكان معه معاوية بن قرة المري، ووعظ المهلب الناس فقال: هذا عدوكم الذي لا ريبة في أمره، ولا توقف عنه، وقد لقيهم قبلكم مسلم بن عبيس الصابر المحتسب، وعثمان بن عبيد الله بن معمر العجلي المفرط، وحارثة بن بدر العاصي المخالف فالقوهم رحمكم الله بصبر وعزم، وجعل المهلب على تميم الحريش بن هلال، وسار حتى نزل بنهر تيرى، وقد صار الخوارج إلى الأهواز، فجبى خراج السوس ومناذر، واستخلف أخاه المعارك، فبعث عبيد الله بن بشير إلى المعارك مولى لأبي صفرة يقال له فايد من سبي الجاهلية في خمسين من الخوارج، فيهم صالح بن مخراق، فقتلوا المعارك وصلبوه، فبعث المهلب ابنه المغيرة فأنزل عمه ودفنه، وسار المهلب فأتى سولاف من مناذر، وقد صار الخوارج إليها، فقاتلهم فكشف المهلب، وقتل عبد الرحمن الإسكاف مولى الأزد، ويقال من أنفسها، وكان فارسا راميا، رمى طائرين فشكهما، فقيل خرزهما فسمي إسكافا فقال الشاعر: