وستمائة، فصالح ابن الزبير على أن يصلي كل واحد بأصحابه ويقف بهم ويكف بعضهم عن بعض على مثال ما كانت الأزارقة عليه أيام مقاتلتها معه.
فلما صدر نجدة عن الحج توجه إلى المدينة، فتأهب أهلها لقتاله، وتقلد عبد الله بن عمر السيف، فلما كان نجدة بنخل، وأخبر بلبس ابن عمر السلاح رجع نجدة إلى الطائف وأصاب ابن بحدج ابنة لعبد الله بن عمرو بن عثمان كانت عند ظئر لها، فضمها نجدة إليه، فقال بعضهم: إن نجدة ليتعصب لهذه الجارية، فامتحنوه بأن سأله بعضهم بيعها منه، فقال:
قد أعتقت نصيبي منها فهي حرة، قال: فزوجني إياها، قال: هي بالغ، وهي أملك بنفسها، فأنا أستأمرها، فقام من مجلسه ثم قال قد استأذنتها فكرهت الزوج، وقيل إن عبد الله بن الزبير كتب إليه:«والله لئن أحدثت فيها حدثا لأطأن بلادك وطأة لا يبقي بها معها بكري»، وكتب نجدة إلى ابن عمر يسأله هل ساروا بين يدي رسول الله ﷺ بالحربة واللواء، وعن الرجل يغشى المرأة في الحيض، فقال: سلوا ابن عباس، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن أين كان يوم حنين قد سير بذلك بين يدي رسول الله ﷺ مرجعه من حنين، وأما الذي يغشى المرأة في الحيض في أوله فدينار والذي يغشي في الكدرة (١) فنصف دينار، فبعث إليه نجدة: فإن لم يجد؟ قال: يقوم الذي يلزمه طعاما، ويصوم لكل مدّ يوما، وقال ابن عباس: قاتله الله يقتل المسلمين، ويسأل عن المحقرات.