ندموا على استتابته وتفرقوا، وخالف عليه عامة من كان معه وانحازوا عنه وولوا أمرهم أبا فديك عبد الله بن ثور، أحد بني قيس بن ثعلبة، وكانوا حين فارقوا نجدة بايعوا ثابتا التمار، ثم قالوا: لا يقوم بأمرنا إلا رجل من العرب، وجعلوا الاختيار إليه، فاختار لهم أبا فديك عبد الله بن ثور، واستخفى نجدة، وأرسل أبو فديك في طلبه جماعة من أصحابه وقال: إن ظفرتم به فجيئوني به، وأتى أبو فديك إباض وبريء وأصحابه من نجدة وقيل لأبي فديك أنك إن لم تقتل نجدة تفرق الناس عنك، فألح في طلبه، وكان نجدة مستخفيا في قرية من قرى حجر، ويقال بين حجر وجو، وكان للقوم الذين أخفوه جارية يخالف إليها راع لهم، فأتاها ليلا وقد غسل نجدة رأسه ودعا بطيب فأخذت الجارية من الطيب شيئا فمسته، فسألها الراعي عن أمر الطيب فأخبرته خبر نجدة، وغدا الراعي إلى أصحاب أبي فديك فدلهم على مكانه فطرقوه، فنذر بهم، فأتى أخواله من بني تميم فاستخفى عندهم، وقال أتي عبد الملك فأضع يدي في يده، فقالوا: لك عندنا زاد وحملان قال:
فأعهد إلى أم المطرح عهدا فأتاها فنذروا به، فأذنوا أصحاب أبي فديك بموضعه، فسبق إليه رجل من بني عقيل من الفديكية فخرج نجدة مصلتا بالسيف فضن به العقيلي عن القتل، فنزل عن فرسه ومشى معه، وقال: إن فرسي هذا فرس لا يدركه شيء، فلعلك تنجو عليه، فإن الخيل طالعة عليك، فقال: ما أحب البقاء وقد تعرضت للشهادة في مواطن ما هذا الموطن بأخسّها، وغشيه الوازع أخو أبي فديك لأمه، وأبو طالوت وأبو هاشم مولى بني مازن، واسمه راشد في ثمانية عشر رجلا فيهم ثابت التمار وجههم أبو فديك لقتل نجدة، فطعنه أبو هاشم، ويقال طعنه رجل من بني عدي بن