وقالوا: تزوج عبد الملك شقراء بنت مسلمة بن حنظلة الطائي، وصفت له، وكان الواصف لها ابن معرض الطائيّ، فقال: والله لوددت أن الله جعل حظ طيّئ كلها من نار جهنّم في حر شقراء ليلتها هذه وكانت عظيمة الركب، ويقال بل خرج عبد الملك متنزها، فرأى خباء حريدا فوقف عليه، فخرج إليه أبو شقراء فقال له عبد الملك: ما أنزلك متنحّيا؟ فقال إن لي ابنة لها بهاء قرشية، وحسن غطفانية، وفم طائية، وجسم عامرية، فتزوجها فماتت عنده فصالحهم من ميراثها على ألف ألف درهم.
وكتب عبد الملك إلى هشام بن إسماعيل وهو بالمدينة اخطب عليّ امرأة من قريش من كمالها ومن طولها ومن بياضها فكتب إليه: إني لا أعلم هذه الصفة إلا في بنات المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكان المغيرة جميلا، وكنّ بناته ذوات جمال وكمال، وللمغيرة يقول الشاعر:
ألا يا أيها الأعراب سيروا … فما بعد المغيرة من مقام