للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال المدائنيّ عن الأشياخ: بايع مروان بن الحكم لأبنيه: عبد الملك، وعبد العزيز حين رجع من مصر بالصّنّبرة (١)، أو بدمشق وولى عبد الملك فلسطين، فلما مات مروان أتاه عبد الرحمن بن أم الحكم، فسلم عليه بالخلافة. وقال المدائني: لما قتل عبد الملك عمرو بن سعيد قال ابن الزبير:

إن أبا الذبّان قتل لطيم الشيطان ﴿وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (٢) وبلغ ذلك ابن الحنفيّة فقال: ﴿فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ﴾ (٣) يرفع له يوم القيامة لواء بغدرته، ويلعنه الله والملائكة.

وقال الواقدي: كان عبد الملك يكنى أبا الوليد عابدا ناسكا قبل الخلافة، وسمع من عثمان، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، ومات بالشام سنة ست وثمانين، وقبض وله ثمان وخمسون سنة.

وروى مروان عن عمر وعثمان وهاجر النبي إلى المدينة وله ثمان سنين، ومات سنة خمس وستين وله ثلاث وسبعون سنة.

وقالوا: كتب عبد الله بن عمر حين قتل ابن الزبير إلى عبد الملك بن مروان: «من عبد الله بن عمر، سلام عليك، فإني مقرّ لك بالسمع والطاعة عن سنة الله ﷿ وسنّة رسوله ما استطعت».

المدائني عن محمد بن صالح عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: كتب ابن عمر إلى عبد الملك بالبيعة، فقيل لعبد الملك: أترضى بأن يكتب إليك بمثل هذا؟ فقال: هذا من أبي عبد الرحمن كثير.


(١) قرب طبرية.
(٢) سورة الأنعام - الآية:١٢٩.
(٣) سورة الفتح - الآية:١٠.