فقال لها رجل من أهل الشام: اسكتي تقولين هذا وأمير المؤمنين حاضر؟ فقال عبد الملك: مه دعها فقد صدقت وقال:
ألا ذهب العرف والنائل … ومن كان يعتمد السائل
ومن كان يطعم (١) … في سيبه
غني العشيرة والعائل
ثم قام عبد الملك على قبر عمر فقال: رحمك الله أبا حفص، فقد كنت لا تحسد غنينا ولا تحقر فقيرنا.
المدائني عن سحيم بن حفص قال: أخذ ابراهيم بن عربي إبلا للبعيث المجاشعي، فخرج إلى عبد الملك فقال: من تحب أن نأمره بجمع إبلك وردها عليك؟ فقال: حصين بن خليد العبسي، وكان على بادية قيس، فأمره بجمعها، وردها فقال البعيث:
إني لأبواب الملوك قروع
وقال أبو الحسن المدائني: ويقال ان البعيث أتى شبة بن عقال، فأدخله على عبد الملك، فدخل رجل أحمر أزرق فسلم سلاما جافيا، فقال عبد الملك: أهو هو؟ فقال: إي والله لأنا هو، قد قلت وقيل لي وأنا الذي أقول:
إذا شئت عاطتني الزلال خريدة … من البيض شنباء اللثاث شموع
سمت بجدود في العرانين وانتمت … بحيث تنمى حاجب ووكيع
قال: فما فرغ من كلامه حتى سرني، وإني لأستحيي من رثاثة هيئته ومحمد بن عمير جالس، فقال عبد الملك: يا أبا عمرو زوجتموه؟ قال: