للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتقولن قال يلحن لحنا فاحشا يعرفه من لا يبصر العربية، ويظن ظنا سيئا أخاف أن يوبقه (١) ويوثقه ويستحيي أن يسأل فيعلّم، فقال عبد الملك للوليد: بلغني أنك تلحن لحنا فاحشا وتسيء الظن وتستحيي أن تسأل فتعلم، فقال: أما السؤال فما أدعه للحياء منه، ولكني لا أرى أحدا أهلا لأن أسأله عن شيء، وأما سوء الظن فمن ذا ينبغي له أن يحسن الظن بالناس بعد قتل مروان، وأما اللحن فمر الفصحاء بتقويم لساني.

المدائني قال: قال عبد الملك لربيعة بن الغاز: إني أحب الوليد، وأريد توليته؟ فقال: يا أمير المؤمنين إن وليته الجباية فاستقصى ذمّ، وإن قصر عجّز، ولكن ولّه الصوائف فيكون ذلك له شرفا وذكرا.

قالوا: وقال عبد الملك لأسيلم بن الأخيف: كيف ترى الوليد:

فقال: إنه ليلحن لحنا قبيحا، قال: إنه كان أحب ولدي إلي، فلم تطب نفسي بمفارقته فأسترضع له بالبادية، كما استرضعت لسليمان.

المدائني قال: قال عبد الملك لخالد بن يزيد بن معاوية: ألا تقيمون لسان عبد الله بن يزيد؟ فقال: يا أمير المؤمنين صعب علينا من تقويم لسانه ما صعب عليكم من تقويم لسان الوليد، قال: وكان الوليد رديء اللسان، قال يوما: يا غلام رد الفرسان الصادان عن الميدان.


(١) بهامش الأصل: يوقعه.