وقال عبد الملك لزفر: بلغني أنك من كندة قال: وما خير من لا ينفى حسدا ولا يدّعى رغبة.
المدائني قال: دخل علي بن عبد الله بن عباس على عبد الملك فتغديا جميعا ثمّ دعا بشراب فأتي به في عس، فبدا بعلي فسقاه ثم شرب، وقال عبد الملك اللحن هجنة الشريف والعجب آفة، والكذب فساد كل شيء والخرس خير من الكذب.
المدائني عن أبي خالد التميمي عن أبي لؤلؤة المازني أنّ عياش بن الزبرقان دخل على عبد الملك، وعنده روح بن زنباع، وأبو الزعيزعة مولى بني مروان فقال عبد الملك: يا عياش أما ترى هذا اليماني - يعني روحا - يفخر بملوك اليمن؟ فقال عياش: يا أمير المؤمنين نحن بنو إسماعيل بن ابراهيم فملك إخوتنا بني إسحاق بن ابراهيم أعظم من ملكهم، ملك سليمان بن داود مع النبوة، ونحن بنو إسماعيل ففينا النبوة والملك، فملكنا وملك إخوتنا أعظم من ملكهم، والله يا أمير المؤمنين لو متّ ولم أدع وارثا، لكان أبو الزعيزعة أولى بي من روح فقام أبو الزعيزعة فقبل رأس عياش وألقى عليه مطرفه فأسكت روح.
قالوا: وقاد عياش بن الزبرقان إلى عبد الملك خمسة وعشرين فرسا، فلما نظر إلى الخيل نسب كلّ فرس منها إلى أبيه، وحلف على كل فرس منها بيمين غير اليمين التي حلف بها على الفرس الآخر، فقال عبد الملك: ما أعجب من نسبته للخيل ولكن أعجب من حلفه على كل فرس بيمين غير الاخرى.