للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل إن الحجاج قال في خطبته:

جاءت به والقلص الأعلاط (١) … تهوي هوي سائق الغطاط (٢)

ليس هذا أوان عشك فادرجي.

وحدثني عبد الله بن صالح العجلي عن ابن كناسة الأسدي، قال:

حدثنا أشياخنا قالوا: قدم الحجاج الكوفة، فخطب خطبته التي توعد الناس فيها، ثم قال: إياي وهذه الجماعات والزرافات والإخبار والاستخبار وسوء الأراجيف، لا يركبن أحد منكم إلا وحده ولا يخافن إلا ذنبه، إنه لو ساغت لأهل المعصية معصيتهم، ما جبي فيء، ولا قوتل عدو، ولعطلت الثغور، وأهملت الأمور، ولولا أنكم تغزون كرها ما غزوتم طوعا، وقد بلغني رفضكم المهلب، وإقبالكم إلى مصركم، عصاة مخالفين، وأقسم بالله:

لا أجد أحدا بعد ثالثة ممن أخل بمركزه، إلا ضربت عنقه، ثم دعا بالعرفاء فقال لهم: ألحقوا الناس بالمهلب، وأتوني بكتبه بموافاتهم ولا أستبطئكم فأضرب أعناقكم.

فلما كان اليوم الثالث من مقدمه، سمع في السوق تكبيرا عاليا، فصعد المنبر، فقال: يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق، ومساوئ الأخلاق، إني سمعت تكبيرا ليس بالتكبير الذي يراد به الله في الترغيب، ولكنه تكبير يراد به الترهيب، وقد عرفت أنها عجاجة تحتها قاصف، أيا بني اللكيعة، وعبيد العصا، وأبناء الأيامى، إلاّ يربع أحدكم على ظلعه، ويحسن حمل


(١) العلاط: الطوال من النوق. القاموس.
(٢) البعير يغط غطيطا: هدر. القاموس.