للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجارود بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى العبدي: أيها الأمير، ليست بزيادة ابن الزبير، إنما هي زيادة أمير المؤمنين عبد الملك، إذ أنفذها وأجازها، وجرت لنا على يد بشر بن مروان. فقال له الحجاج: ما أنت والكلام لتحسن حمل رأسك أو لأسلبنك إياه. فقال: ولم؟ والله إني لك لناصح، وإن قولي هذا لقول من ورائي فنزل الحجاج، ومكث أشهرا لا يذكر الزيادة، ثم أعاد القول فيها، فرد عليه ابن الجارود مثل رده الأوّل، فقام مصقله بن كرب بن رقبة بن خوتعة العبدي، وهو أبو رقبة بن مصقلة، الذي يتحدّث عنه (١)، فقال: إنه ليس للرعية أن ترد على راعيها، وقد سمعنا ما قال الأمير، فسمعا وطاعة، فيما أحببنا وكرهنا، فقال له عبد الله بن الجارود: يا بن الجرمقانية، وما أنت وما هاهنا؟ ومتى كان مثلك يتكلم وينطق في مثل هذا؟ وأتى الوجوه عبد الله بن الجارود، فصوبوا قوله ورأيه، في رده على الحجاج، وإبائه ما أتى به، وقال له الهذيل بن عمران البرجمي، وعبد الله بن حكيم بن زياد المجاشعي، وغيرهم: نحن معك ويدك وأعوانك، إن هذا الرجل غير كاف أو ينقصنا هذه الزيادة، فهلم نبايعك على إخراجه من العراق، ثم نكتب إلى عبد الملك نسأله أن يولي علينا غيره، فإن أبى خلعناه، فإنه هائب لنا ما دامت الخوارج، فبايعه الناس سرا، وأعطوه المواثيق على الوفاء، وأخذ بعضهم على بعض العهود، وبلغ الحجاج ما هم فيه، ففرق بين أخماس أهل البصرة، وأرباع أهل الكوفة، وجعل بينهم طرقا، وصير فيها حرسا،


(١) كتب فوقها بالأصل: الذي يروى عنه الحديث.