للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى ميمنة الحجاج قتيبة بن مسلم ويقال عباد بن الحصين وعلى ميسرته سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي، وحمل ابن الجارود وأقدم أصحابه حتى جاز أصحاب الحجاج، وعطف عليه الحجاج بأصحابه فاقتتلوا ساعة، ثم إن سهم غرب جاء يهوي حتى أصاب عبد الله بن الجارود وإنه لكالظاهر على الحجاج فوقع ميتا، ويقال إنه لما خرج دخل ديرا قريبا منه ومعه قوم من الهجريين، فأحرق الدير عليهم، فخرجوا فقتل ابن الجارود والهجريون، ونادى منادي الحجاج بإيمان الناس إلا الهذيل وعبد الله بن حكيم، وأمر أن لا يتبعوا، وقال الأتباع لهم من سوء الغلبة.

ولما هلك ابن الجارود قال عبد الله بن فضالة الأزدي لعكرمة بن ربعي من بني تيم الله بن ثعلبة، ولابن ظبيان: قد هلك هذا الرجل، وما أرى لي إلا اللحاق بخراسان، فقال عكرمة: أما أنا فلاحق بالشام فقد كان لي عند عبد الملك بلاء هو راع له، وقال ابن ظبيان: وأنا سأمضي إلى بعض النواحي، فحملوا حتى إذا اختلط الناس وثار الغبار أخذ كل واحد منهم نحو الوجه الذي أراده، فأتى عكرمة يزيد بن أبي النمس الغساني واستجار به فكلم فيه عبد الملك وذكر له بلاءه، وقال: هفا وزل، فآمنه عبد الملك، وكان ابن أبي النمس أثيرا عند عبد الملك سمعه يوما يقول هممت أن أقطع كل حبلة بالشام، فقال: يا أمير المؤمنين من أحب أن يعصى عصي فضحك عبد الملك.

وأتى ابن ظبيان سعيد بن عباد بن زيد بن عبد بن الجلندى الأزدي بعمان، فقيل لسعيد: إنه رجل فاتك فأحذره، فلما جاء البطيخ بعث إليه بنصف بطيخة قد سمها وقال لرسوله: قل له: هذا أول شيء رأيناه من