والهذيل، وبعث برأس ابن الجارود ورؤوس هذين ورؤوس سواها إلى عسكر المهلب، مع حاتم بن سويد بن منجوف لييأس الخوارج مما بلغهم من فساد أمر الحجاج، ويقوى متن المهلب وأصحابه.
ونادى الحجاج في الناس أن يلحقوا بأمصارهم ففرقهم، وأقبل حتى دخل البصرة، فقتل أشيم بن شقيق بن ثور الهذلي، ويقال إنه دخل في أمانه من آمن، فرآه في مجلسه فقال له: يا أشيم أخرجت مع ابن الجارود؟ قال: نعم وقد أتى عفوك على ذلك، وكان مع الحجاج كراز بن كراز العبدي، وهو صاحب لواء ابن الجارود، وراشد بن عوف العبدي، ومسلم مولى مالك بن مسمع، وعبيد الله بن كعب النميري، والغضبان بن القبعثرى الشيباني، أخذهم برستقاباذ، فحبسهم عنده، ثم حبسهم بالبصرة أيضا، ثم قال لعبيد بن كعب: أنت القائل قل للحجاج يأتيني فإني لا آتيه؟ ومن أنت يا بن اللخناء، هل أنت إلا عبد من أهل هجر وحبسه وعذبه حتى مات، وقال لمحمد بن عمير بن عطارد بن دهمان: أنت القائل لا ناقتي في هذا ولا جملي؟ لا كانت لك في مثلها ناقة ولا جمل ولا رحل وأنشد:
ثعالب في السنين إذا أحصّت … وأسد حين تمتلئ الوطاب
وكان يقال: أن عميرا أباه كان صدر عن عكاظ، فمر ببني دهمان فعرضوا لامرأته فأخذوها، ثم ردوها حاملا.
وحدثني المدائني عن سحيم وغيره قالوا: رأى أبو جابر العبدي وكان جسيما ابن الجارود مصلوبا بين الهذيل وبين حكيم وكان عبد الله بن الجارود