للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه، فإن سوغك ما كان منك مضيت عليه قدما، فعليك لعنة الله من عبد أخفش العينين أصك الرجلين، ممسوح الجاعرتين ولولا أن أمير المؤمنين يظن أن الكاتب كثر في الكتاب من الشيخ إلى أمير المؤمنين فيك لأتاك من يسحبك على ظهرك وبطنك حتى يأتي بك أنسا، فيحكم فيك، فأكرم أنسا وأهل بيته، وأعرف له حقه وخدمته رسول الله ، ولا تقصر في شيء من حوائجه، ولا يبلغن أمير المؤمنين عنك خلاف ما تقدم فيه إليك من أمر أنس وبره وإكرامه، فيبعث إليك من يضرب ظهرك ويهتك سترك، ويشمت بك عدوك، والقه في منزله متنصلا إليه، وليكتب إلى أمير المؤمنين برضاه عنك إن شاء الله، والسلام». وبعث بالكتابين مع إسماعيل بن عبد الله مولى بني مخزوم، فأتى إسماعيل أنسا بكتاب عبد الملك إليه فقرأه، ثم أتى الحجاج بالكتاب إليه، فجعل يقرأه ووجهه يتغير ويتمعر وجبينه يرشح عرقا وهو يقول: يغفر الله لأمير المؤمنين، فما كنت أظنه يبلغ مني هذا كله، ثم قال لإسماعيل: انطلق بنا إلى أنس، قال إسماعيل: فقلت: بل يأتيك، قال: فنعم، فأتى أنسا فاقبلا جميعا حتى دخلا على الحجاج فرحب به الحجاج وأدناه وقال يا أبا حمزة عجلت يرحمك الله باللائمة والشكية إلى أمير المؤمنين قبل أن تعلم كل الذي لك عندي، إن الذي فرط مني إليك عن غير نيّة ولا رضا بما قلت، ولكني أردت أن يعلم أهل العراق إذ كان من ابنك ما كان أني إذا بلغت منك ما بلغت، كنت إليهم بالغلظة والعقوبة أسرع، فقال أنس: ما شكوت حتى بلغ مني الجهد، وحتى زعمت أننا الأشرار، وقد سمانا الله جل وعز الأنصار، وزعمت أننا أهل النفاق ونحن الذين تبوّأوا الدار والإيمان وسيحكم الله ﷿ بيننا وبينك، فهو أقدر علي الغير