للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني روح بن عبد المؤمن عن عمه - يعني أبي هشام قال حدثني سحيم بن حفص وغيره أن الزنج خرجوا أيام الحجاج بالفرات وعلى شرطة البصرة زياد بن عمرو العتكي، فوجه إليهم زياد حفصا ابنه في جيش من مقاتلة البصرة، وذلك بأمر الحجاج فواقعهم فقتلوه وهزموا أصحابه، وكان على الأبلة كراز بن مالك السلمي ثم البهزي.

وحدثني روح بن الوليد بن هشام بن قحذم قال: خرج شيرزنجي بالفرات واتبعه خلق من الزنج ومعهم لفيف من أهل الكلاّء (١) وغيرهم بيضان، فغلب على كورة الفرات، وكان على الأبلة والفرات يومئذ كراز السلمي وذلك في أيام خروج الحجاج إلى رستقاباذ، فكتب شيرزنجي إلى كراز السلمي: «من أمير المؤمنين رياح شيرزنجي إلى كراز السلمي، أما بعد: فقد حضرت ولادة سكّة أم المؤمنين، فابعث إليها امرأتك لتقبلها، والسلام». فهرب كراز وأخلى عمله ودخل البصرة، ثم إن زياد بن عمرو العتكي وجه إليه وهو على شرطة البصرة، وخلافة الحجاج بها جيشا عليه ابنه حفص بن زياد، فقاتله أشد قتال، فقتل حفصا وهزم أصحابه، وقوي أمر شيرزنجي، فلما قدم الحجاج البصرة قال: يا أهل البصرة إن عبيدكم وكساحيكم رأوا معصيتكم فتأسوا بكم، وأيم الله لئن لم تخرجوا إلى هؤلاء الكلاب فتكفوني أمرهم لأعقرن نخلكم، ولأنزلن بكم ما أنتم له أهل باستخراجكم وفسادكم، فانتدب الناس من كل خمس من أخماس البصرة،


(١) الكلاء: هو مكان ترفأ فيه السفن، وهو ساحل كل نهر، والكلاء: اسم محلة مشهورة وسوق بالبصرة. معجم البلدان.