للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو جلدة اليشكري وكان مع ابن الأشعث:

نحن جلبنا الخيل من زرنجا … ما لك يا حجاج منا منجى

لتبعجن بالرّماح بعجا … أو لتفرن وذاك أنجى

حدثني خلف بن سالم وأحمد بن إبراهيم قالا: حدثنا وهب بن جرير عن ابن عيينة أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث لما خلع كتب إلى المهلب يسأله الخلع معه، فقال المهلب: ما كنت لأغدر بعد سبعين سنة، ثم قال: ما أعجب هذا يدعوني إلى الغدر من بعض ولدي أكبر منه، وقال لرسوله: قل له: اتق الله في دماء المسلمين ولم يجبه عن كتابه، وبعث به إلى الحجاج.

وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده قال: لما عاهد عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث رتبيل وكتب بينه وبينه كتاب الوثيقة، وثب رجل من همدان يقال له فندش بن حيان الهمداني على رجل من الكفار من أصحاب رتبيل جرى بينه وبينه خلاف في شيء فضربه فندش بعود معه فشجه شجة خفيفة فبعث رتبيل إلى عبد الرحمن بفندش ولم يقتله، فأمر عبد الرحمن بقتله، فقال أعشى همدان، وكان فندش صديقا ونديما له:

تعوذ إذا ما بت من بعد هجعة … من المرء في سلطانه المتفحش

ومن رجل لا تعطف الرحم قلبه … جريء على أخواله متحمش

لجوج شديد بطشه وعقابه … متى يأته ساع بعمياء يبطش

أفي خدشة بالعود لم يدم كلمها … ضربت بمصقول علاوة فندش

وأزهقت في يوم العروبة (١) … نفسه

بغير قتيل صاحيا غير منتش


(١) أي يوم الجمعة. القاموس.