وخرج الناس، فجعل على الميمنة عبد الرحمن بن عوسجة الهمداني وعلى الميسرة الحريش بن هلال السعدي وعلى مجففته (١) طفيل بن عامر بن واثلة وتيحان البكري ثم التميمي، وعلى الرجالة زياد بن مقاتل بن مسمع، وخرج الحجاج إليهم وعلى ميمنته سفيان بن الأبرد الكلبي وعلى ميسرته أيوب بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، فقال الحجاج لأصحابه: يا أهل الشام إنكم على الحق، فاصبروا صبر المحق، فإن الله ﷿ مع الحق، والناكث المبطل أولى بالفرار، ثم إنهم اقتتلوا قتالا شديدا، فجعل الشاميون يقولون للحجاج: لو صبرت حتى يجيء مدد أمير المؤمنين، فيقول: لو كنت مبطلا انصرفت، وجعل العراقيون يدخلون عسكر الحجاج حتى بلغوا بيت ماله وسجنه، وانهرم عنه أهل بيته ثم رجعوا إليه، وجاء مولى لقيس بن الهيثم السلمي يقال له توبة إلى الحجاج وهو يظنه ابن الأشعث لكثرة من رأى في عسكره من العراقيين. فقال: أقر الله عينك أيها الأمير، الحمد لله الذي أخزى الحجاج، فقال الحجاج: اقتلوه لعنه الله فقتل، ثم إن الحجاج جثا على ركبتيه، وثاب أصحابه إليه، وحمل سفيان على الناس فهزمهم، فقال: زباد بن عمرو العتكي للحجاج: قد هزموا والحمد لله على عونه، وكان معه.
وقتل في المعركة يوم الزاوية على ما ذكر هشام ابن الكلبي: عياش بن الأسود بن عوف الزهري، ويقال بل أسر بهراة من خراسان وأتي به الحجاج
(١) أي الذين لبسوا التجافيف جمع تجفاف، والتجفاف آلة للحرب، يلبسه الفرس والإنسان ليقيه في الحرب. القاموس.