وقال الهيثم: صار الحجاج إلى البصرة فوجه جيشا لمحاربة ابن الأشعث وضمه إلى ابنه محمد بن الحجاج فواقعه بمسكن فقتل بسطام بن مصقلة وجماعة بايعوه على الموت ثم بعد مسكن بالسوس ساعة من نهار، ثم إن ابن الأشعث انهزم وأصحابه حتى صاروا إلى سابور من فارس فاجتمعت إليه مع أصحابه الأكراد فقاتلهم عمارة قتالا شديدا ثم إنّ ابن الأشعث انهزم ومن معه. وقاتلت الأكراد بعد مضي ابن الأشعث عمارة قتالا شديدا على العقبة.
وأتى ابن الأشعث كرمان فتلقاه عمرو بن لقيط العبدي، وكان خلفه عليها، فهيأ له نزلا، وقال رجل من عبد القيس لابن الأشعث: والله لقد بلغنا أنك كنت جبانا؟ فقال: والله ما جبنت، ولقد دلفت بالرجال إلى الرجال ولففت الخيل بالخيل، وقاتلت فارسا وراجلا وما تركت العرصة للقوم حتى لم أجد مقاتلا، ولكن زاولت ملكا مؤجلا له مدة.
وأمد الحجاج عمارة بن تميم بخيل كثيفة، وأمر محمدا ابنه بالانصراف إليه، وولى عمارة بن تميم سجستان، ثم إن ابن الأشعث فوز بمن معه في مفازة كرمان، وأهل الشام يتبعونه، فدخل بعض الشاميين فضلّ في المفازة، فإذا فيه شعر كتبه بعض أصحاب ابن الأشعث في صحيفة، ويقال في حائط: