فسفر بينه وبينه عمارة بن تميم، ويقال إنه أتى الحجاج فتوثق منه لرتبيل.
وبعث رتبيل إلى الحجاج برأس ابن الأشعث، فوفى له الحجاج بالصلح، فيقال أن ابن الأشعث مات حتف أنفه، فلما أرادوا دفنه احتز رتبيل رأسه وبعث به إلى الحجاج، ويقال بل دس له شربة أضنته وقتلته، فأخذ رأسه حين مات وبعث به إلى الحجاج فكانت امرأته مليكة - كما زعموا - تقول: مات ورأسه على فخذي، فلما أرادوا دفنه أمر رتبيل فاحتز رأسه، وكان قد أصابه السل.
وقال الهيثم بن عدي عن أشياخه: كان عبيد بن سبع مولى بني تميم تاجرا يدخل بلدان رتبيل وكان عاقلا، وهو كان الداخل بين ابن الأشعث ورتبيل في الصلح، فبلغ ابن الأشعث عنه شيء فأراد قتله، فصار عليه، فلم يزل يحذر رتبيل الحجاج ووفاءه بما كان يتوعده به، ويخوفه أهل الشام، وقال: ابعثني أتوثق لك وعمارة ففعل، واشترط له عمارة ألا تؤخذ الجزية منه عشر سنين ولا يغزى.
فكتب عمارة بذلك إلى الحجاج فأنفذه الحجاج وأجازه، فلما هم رتبيل بالغدر بابن الأشعث قال له: فرق أصحابك فإن البلاد لا تحملهم، ففعل، ثم صنع طعاما فحضره وجعل يعظمه، وأمر أساورته فكفروا له، وأقبل على طعامه، ثم أشار إلى أساورته بأن يأخذوه ومن معه في البيت من آل الأشعث.
وتسامع أصحاب ابن الأشعث بذلك فهربوا على وجوههم، وأخذ من أهل بيته جماعة يقال ثمانية عشر، ويقال سبعة وعشرين فبعث بهم إلى