إن بني يوسف للزل انزلق، وقد تبيّن من زال وتب. ومن دحض فانكبّ.
ورفع صوته ففرغ الأريقط فقال له: مالك؟ قال: إن سلطان الله عزيز، ورأيتك قد غضبت فأرعدت خصائلي واسترخت مفاصلي وأظلم بصري. فقال: صدقت. إن سلطان الله عزيز فعد إلى ما كنت فيه.
وقال أبو الحسن علي بن محمد المدائني: كان صلح رتبيل سنة ثلاث وثمانين والمدة سبع سنين ويقال تسع، ويقال عشر سنين.
قالوا: وكان مع ابن الأشعث عبد الرحمن اليحصبي، وكان أطول الناس صلاة، فهرب إلى خراسان ودخل حائطا ليصلي وبعث غلامه إلى السوق ليبتاع له ما يصلحه فجاء ناس فجلسوا إلى جنبه وظنوا أن معه مالا فوثبوا عليه وهو قائم يصلي فقتلوه ثم نظروا فإذا ليس معه شيء.
وقال المدائني: كان عباد بن الحصين الحبطي مع ابن الأشعث وأشار عليه بأشياء بلغت الحجاج، فهرب إلى سجستان وصار إلى ناحية كابل، واعتزل في قرية هناك، وكان صاحب القرية شابا فكان يراسل أمة له، فسقى عبادا يوما شيئا فقتله فوثب ابنه جهضم، وبه كان يكنى. على العلج فقتله فاجتمع أهل تلك القرية على بنيه ومن معه فقاتلوهم فقتلوا بعضهم، فيقال إن جهضما قتل يومئذ، ويقال أن الحجاج ظفر به فقتله لخروجه مع ابن الأشعث.
وقال عوانة وغيره: بدأت فتنة ابن الأشعث في سنة اثنتين وثمانين وانقضت سنة ثلاث وثمانين، ومات عبد الملك سنة ست وثمانين.