طالبا لها، ولكن الله أبى إلا أن يزين بك مصرنا ويؤنس بك وحشتنا، ويجلو بك غمنا.
وقال الفرزدق يذم أمية:
أمّي هلا صبرت النفس إذ جزعت … فتبلي الله عذرا مثل من صبرا
طاروا سراعا وما سلوا سيوفهم … وخلفوا في جواثا سيدي مضرا
ساروا على الريح أو طاروا بأجنحة … ساروا ثلاثا إلى الجلحاء من هجرا
لو كنت إذ جشأت ربّطت جرونها … ولم تولّهم يوم الوغى الدبرا (١)
يعني بسيدي مضر: عبد الله بن الحشرج الجعدي، والحارث بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، ارتث بجواثا فحمل إلى البصرة فمات بها ودفن، ويقال بل مات هناك فحمل في صندوق إلى البصرة.
وقال بعض الشعراء:
يوما بني خالد يومان قد فضحا … يوم بفسّا ويوم كان في هجرا
وقال آخر لأمية:
أما القتال فلا أراك مقاتلا … ولئن فررت ليعرفن الأبلق
وقال أبو الحسن علي بن محمد المدائني وغيره: بلغ عبد الملك أمر أمية بن عبد الله فقال لعمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن تيم بن مرة، وهو عنده: اكفني أبا فديك. فقال: لا يمكني.
فقال عبد الملك: والله لتسيرن إليه. قال: والله لا أفعل. قال: فارفع