أبو فديك، وأخذ الرسول بأذنيه ثم هزه وقال: يا أبا فديك كيف رأيت ضرب بني عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي؟ وذلك أن عمر بن عبيد الله من ولده.
فتناول خالد نعليه فانتعل وقال: أف، ودخل مغموما. فكان عباد بن الحصين يقول: ما رأيت أحدا يقاتل يوم أبي فديك غير المغيرة بن المهلب وسنان بن سلمة بن المحبق.
وقالت عائشة بنت طلحة يومئذ: من الرجل الذي كان إذا صاح كادت الأرض تتصدع من صوته؟ فقال لها عمر: ذاك عباد بن الحصين.
وقال خير بن حبيب بن عطية، أحد بني مالك بن سعد: استأذنت على عمر بن عبيد الله بن معمر بالبحرين فقال آذنه: من أنت؟ قلت:
خير. فدخل ثم رجع إلي فقال: أي خير؟ قلت: خير بن حبيب.
وعلمت أنه قد عرفني وتفاءل باسمي، فدخل ثم رجع فأذن لي فدخلت عليه وجاريته تشد عليه جيب الدرع وهي تبكي. فكلمته بحاجتي ثم خرجت وخرج، فقتل يومئذ أبو فديك.
قال: ثم أرسل إلي بعد ذلك بأيام فدخلت عليه وعائشة إلى جنبه فلم أر زوجا قط أحسن منهما. فقال: ما قلت في عائشة؟ قلت: من يجعل الديباج عدلا للزيق. وبين يديه لؤلؤ منثور، فقال: تناول من هذا اللؤلؤ.
وحفن لي حفنات منه. فبعت ذلك اللؤلؤ واشتريت بثمنه أرضا وكانت عائشة بنت طلحة تقول لعمر: أي اليومين كان أشد عليك؟ يوم أبي فديك أو يوم فارقت رملة؟ فيضحك.