للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيقال: إن سلامة كان معه، ويقال إنه اعتذر بشغل له.

وأقبل شبيب في أصحابه نحو زاذان (١) ومعه أمه في مظلة من مظالّ الأعراب، وكان حملها من الموصل معه، وانضمّ إليه قوم، منهم أبو الصقر ابراهيم المحلّمي وكان نازلا في بني تميم بن شيبان، وكان الحجاج قد ولى سفيان بن أبي العالية الخثعمي طبرستان فكتب إليه أن ينكفئ راجعا لمواقعة شبيب، ونادى في جيش الحارث بن عميرة الهمداني بالكوفة والمدائن فساروا عليهم سورة بن أبجر بن نافع بن العرباض أحد بني أبان بن دارم فلم يتخلف منهم كثير أحد.

وعجل سفيان بن أبي العالية إلى محاربة شبيب بخانقين قبل مصير سورة إليه، وأكمن شبيب لابن أبي العالية مصاد بن يزيد أخاه، واستطرد لهم حتى ظنوا أنهم قد هزموه، ثم خرج عليهم الكمين فقاتلوهم من ورائهم، وكرّ شبيب فواجههم فانهزموا، وثبت سفيان بن أبي العالية في نحو من مائتين فقاتلهم فأحاط به أصحاب شبيب فقاتل دونه غلام له يقال له غزون.

وأقبل سفيان إلى مهروذ (٢) فنزل بها وكتب إلي الحجاج بخبره ومواقعته شبيبا بخانقين، وكتب الحجاج إلى سورة يعنّفه ويأمره أن يأتي شبيبا، فبعث سورة إلى المدائن فانتخب له منها خمسمائة رجل من جندها فتوافوا إليه مع من معه وخرج لطلب شبيب وهو يجول (بجوخى) وأتى شبيب المدائن فقتل من ظهر له وأخذ دواب من دواب الجند ولم يدخل البيوت.


(١) موضع قرب الرقة في ديار مضر.
(٢) مهروذ: من طساسيج سواد بغداد. معجم البلدان.