للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقاتل الجزل قتالا شديدا حتى صرع فسقط بين القتلى، فحمل إلى المدائن ولحق الجيش بالكوفة، وكتب الجزل إلى الحجاج بالخبر فأجابه بجواب لطيف، وفيه يقول بعض الكنديين:

جاؤوا بشيخهم وجئنا بالجزل … شيخ إذا ما لقي القوم نزل

ولم يلبث الجزل أن مات، وقال المحلّ بن وائل:

كيف رأيت يا بن ذي مرّان … جلادنا عند قرى الهروان

أذاقك العلقم والذّيفان … والموت أسياف بني شيبان

وبعث الحجاج إلى الجزل ابن أبجر الطبيب ليعالجه وبألف درهم.

وأقبل شبيب إلى كرخ بغداد ولم يعرض لأهل سوقها العتيق، ثم سار شبيب جوادا حتى أتى الكوفة فنزل عند دار الرزق وقد أمر الحجاج أهل الكوفة فعسكروا بالسّبخة وعليهم عثمان بن قطن الحارثي.

ووجّه الحجاج سويد بن عبد الرحمن السعدي للقائه فحمل عليه شبيب حملة منكرة، ومضى حتى قطع بيوت الحيرة، ثم مضى شبيب إلى الأنبار ثم أتى دقوقا، ثم مضى إلى آذربيجان وناحية أرمينية، فتركه الحجاج وخرج إلى البصرة واستخلف على الكوفة عروة بن المغيرة.

ثم إن شبيبا أقبل يريد الكوفة وبلغ الحجاج ذلك فأقبل من البصرة جوادا إلى الكوفة وأتى شبيب حربى (١) وهي دجلة فعبر منها، وقال لأصحابه: ليس الحجاج بالكوفة فما دون دخولها بإذن الله شيء.


(١) بليدة في أقصى دجيل بين بغداد وتكريت.