للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عندي، وحوّل بيتك إليّ لتضمّ إليهم بناتي استعطافا له، فأبى سليمان عليه إرادته.

وقال الراجز: وهو من عذرة للوليد:

يا ليتها قد خرجت من فمه … إنّ وليّ عهده ابن أمّه

ثمّ ابنه وليّ عهد عمّه … قد رضي الناس به فسمّه

خليفة الله ولا تعمّه … أبرز لنا يمينه من كمّه

أصبح فيضا يستقى بجمّه … به استقام الأمر في أسطمّه

فردّ عليه رجل من الأزد يقال له المثنى:

عذريّهم عضّ ببظر أمّه … إذ جعل الدّرص إلى خضمّه

فلما ولّي سليمان تلقّاه عبد العزيز فقال: دفنت أم أيوب بنت سليمان ثم جئتني؟ فقال: يا أمير المؤمنين إن المصيبة بها عليّ أعظم. قال: ونازعت الحارث ابن أمير المؤمنين الصلاة عليها؟ قال: لم يبلغ من سفهي هذا كلّه.

وقال سليمان لعبد العزيز بن الوليد: والله لو كنت بايعت لك لقطعت يدك، فلم يزل عبد العزيز طامعا في الخلافة، فلما مات سليمان وهو بالشام عقد ألوية وشخص إلى طبرية ودعا إلى نفسه فقيل له: إنّ خالك قد استخلف، فحلّ ألويته ورجع، فقال له عمر حين بايعه: أيا عبد العزيز أردت أن تشقّ عصا المسلمين. وتضرب بعضهم ببعض، لقد كنت أربأ بك عن هذا الرأي.

فقال: يا أمير المؤمنين الحمد لله الذي استنقذني بك، لولا مكانك ما ملكها عليّ أحد.