للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال الأسدي: ممن أنت؟ قال: من بني رواحة من عبس، فقال الأسدي: ما أدري ما قال الشاعر ولكني أقول:

فإنّ اللؤم لم يضلل ولكن … أذاعته رواحة في البلاد

إذا عبسية ولدت غلاما … فبشّرها بلؤم مستعاد

حدثنا أبو عدنان البصري عن الهيثم بن عدي أن الوليد قال لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب: أزوجت الحجاج ابنتك؟ قال: أبوك زوّجها، لم يقض ديني فزوجتها، وتمثّل:

من يك نائبا ويكن أخوه … أبا الضّحاك ينتشج الشّمالا

فكتب الوليد إلى الحجاج يأمره بطلاقها، فقال لها الحجاج: إن أمير المؤمنين قد كتب إليّ يأمرني بطلاقك، فقالت: هو والله أبرّ بي ممن زوّجنيك، فطلقها الحجاج فكان يجري عليها في كل شهر ألفي درهم، وبعث إليها بأحمال كسى وعطر.

وقال المدائني وغيره: إن الوليد خطب يوما وتحت سريره أعرابي فسمعه يقول: «إن علي بن أبو طالب كان لصا من لصوص صب عليه شؤبوب (١)». فقال الأعرابي: ما يقول صاحبكم هذا؟ وقال الحرمازي: قال الوليد: «إن الزبير كان لصّ من لصوص، وكان علي بن أبو طالب حمار من حمر» فقال أعرابي: ما يقول؟ فقال له صاحبه: يذكر أضغانا كانت بينه وبينهم.


(١) الشؤبوب: الدفعة من المطر، وحد كل شيء وشدة دفعه. القاموس.