للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسيد بن حضير. ثم قال رسول الله : «إن موسى أخذ من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا، وإني آخذ منكم اثني عشر، فلا يجدنّ أحد منكم في نفسه شيئا، فإنما يختار لي جبريل. فلما سماهم، قال: أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين». وجعل أبا أمامة أسعد بن زرارة نقيب النقباء. ثم قام النقباء واحدا بعد واحد، فحمدوا الله وأثنوا عليه بفضل نعمته وما أكرمهم به من اتباع نبيه، وإجابة دعوته. وتحاضّوا على نصرته والوفاء بعهده وبيعته. ثم انصرفوا.

- قالوا: وطلبهم المشركون فظفروا بسعد بن عبادة، فقالوا: أنت على دين محمد؟ فقال: نعم. فأوثقوه رباطا، حتى خلصه مطعم بن عدي، وكان له صديقا. وفاتهم المنذر بن عمرو، وقد كان أشرف أن يؤخذ. فقال ضرار بن الخطاب الفهري:

تداركت سعدا عنوة فأسرته … وكان شفاء لو تداركت منذرا

ولو نلته ظلّت دماء جراحه … أحق دماء أن تطلّ وتهدرا

فأجابه حسان بن ثابت:

فخرت بسعد الخير حين أسرته … ونلت شفاء لو تداركت منذرا

وإن امرءا يهدي القصائد نحونا … كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا

وكالرجل الوسنان يحلم أنه … ببلدة كسرى أو ببلدة قيصرا

فلا تك كالشاة التي كان حتفها … بحفر ذراعيها فلم ترض محفرا

وتفرح بالكتان لما لبسته … وقد تلبس الأنباط ريطا معصفرا (١)


(١) - ديوان حسان ج ١ ص ٢٢٤ مع فوارق.