للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما شهادة النسوة الأربع فإني لم أسمع في الكتاب بشهادة خلصت فيها نساء إلا ومعهنّ رجل فانته من الأمر إلى ما تعرف، ودع ما تنكر، واعلم أنّ أحدا لا يستطيع إنفاذ حقوق الناس بينهم حتى لا يبقى منها شيء، ولا بد من أن تستأخر قضايا كثيرة إلى يوم الحساب، والسلام».

حدثني عمر بن شبه، ثنا عمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة عن حميد أن رجلا اختلس طوقا من عنق جارية فارتفعوا إلى عدي بن أرطاة، فسأل عدي الحسن (١) فقال: لا تقطعه. وقال إياس بن معاوية بن قرّة: اقطعه.

فكتب عدي بذلك إلى عمر بن عبد العزيز، فكتب عمر: «إن العرب كانت تسمّي هذا: العادي، فاجلده، واستودعه الحبس».

حدثني خلف بن هشام البزّار، ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النّجود أن عدي بن أرطاة كتب إلى عمر: «إني أخذت رجلا يسبك فهممت بقتله، ورفع إليّ رجل قتل في السوق فاتّهم به فسّاق من فساق أهل البصرة، ولم تقم عليهم البيّنة»؟ فكتب إليه: «أنظر القتيل فده من بيت مال المسلمين، وانظر الفساق فاحبسهم عن المسلمين، وأنفق عليهم من بيت المال، وانظر الذي سبّني فسبّه، وإلا فخلّ سبيله، فوالله لو كنت قتلته لقتلتك به».

حدثني منصور بن مزاحم عن شعيب بن صفوان قال: استبطأ عمر بن عبد العزيز عديا في بعض الأمر، فكتب إليه: «إنك غررتني يا بن أم عدي بعمامتك السوداء».

المدائني عن عبد الله بن سلم أن عدي بن أرطاة خطب فشتم عليا


(١) الحسن البصري.