للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كيف ترى للنوم طعما ولذة … وخالك أمسى موثقا بالحبائل

فمن يك أمسى سائلا عن شماتة … ليشمت بي أو شامتا غير سائل

فقد عجمت منّي الحوادث ماجدا … صبورا على عضّات تلك البلابل (١)

فبعث عمر إلى عراك الغفاري، وكان الذي شهد عليه، فقال:

ما ترى في هذا البائس فقد كتب بما ترى؟ فقال عراك: مكانه خير له، فلما ولي يزيد أقدم الأحوص وسيّر عراكا، فقال الأحوص:

الآن استقرّ الملك في مستقرّه … وعاد لعرف أمره المتنكّر

طريد تلافاه يزيد برحمة … فلم يمس من نعمائه يتعذّر (٢)

أي يتعذر - يعني يزيد-.

قالوا: وكتب عبد الحميد إلى عمر: «إني وجدت الموالي يتزوجون إلى العرب، والعرب إلى الموالي». فكتب إليه: «إني نظرت فيما ذكرت فلم أجد أحدا من العرب يتزوج الى الموالي إلا الطمع الطبع، ولم أجد أحدا من الموالي يتزوج الى العرب إلا الأشر البطر، ولا أحرّم حلالا، ولا أحل حراما، والسلام». وروي إنه كتب، أمض فإن الله قد أحلّه.

المدائني: ان محمد بن الوليد بن عتبة بن أبي شعبان خطب إلى عمر فقال عمر رادّا عليه: الحمد لله ذي العزّ والكبرياء، وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء، أما بعد: فقد أحسن بك ظنا من أودعك كريمته، واختارك ولم يختر عليك. قد زوجتك على ما جاء في كتاب الله: ﴿إمساك بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ)﴾ (٣).


(١) شعر الأحوص الأنصاري ص ٢٢٦ - ٢٢٧ مع وفارق.
(٢) شعر الأحوص الأنصاري ص ١٤٢.
(٣) سورة البقرة - الآية:٢٢٩.