للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني: أن عمر كتب إلى محمد بن عروة السّعدي عامله على اليمن: «أن أخرج من بيت المال قبلك مائة ألف درهم للغارمين ولا تعط منها من كان دينه في سرف وتبذير، واعط من تزوج أو ابتاع ذا رحم فأعتقه أو تاجرا أتى على ما في يديه، وأخرج مائة ألف درهم لأبناء السبيل، ومر رهطا من ذوي الدين والحسبة والنية الحسنة أن يقعدوا بها على طريق الحاج فلا يدعوا منقطعا به منهم ولا محسورا إلا أعانوه، ولا مرملا إلا زودوه، ولا راجلا إلاّ حملوه، ولا عاريا إلاّ كسوه إن شاء الله، فإنّ سبيل الحاج خير السبل».

وقال كثير يرثي عمر بن عبد العزيز :

أقول لما أتاني ثمّ مهلكه … لا يبعدنّ قوام الأهل والدّين

قد غادروا في ضريح اللّحد منجدلا … بدير سمعان (١) قسطاس الموازين

(٢) وقال الجمحي:

ثلاثة ما رأت عيني لهم شبها … يضمّ أعظمهم في المسجد الحجر

وأنت تتبعهم لم تأل مجتهدا … سقيا لها سبلا بالعدل تفتقر

فإن قصرت عن العليا التي بلغوا … وأنت تطلبها واغتالك القدر

فما بلغت التي من دون ما بلغوا … ففتّ في ذاك من تثنى له السّير

لو كنت أملك للأقدار تروية … تأتي رواحا وتبيتا وتبتكر

دفعت عن عمر الخيرات مصرعه … بدير سمعان لكن تغلب المرر

(٣)


(١) يعرف الموقع الآن باسم «قرية الدير الشرقي» قرب معرة النعمان.
(٢) ليسا في ديوانه المطبوع.
(٣) بهامش الأصل: المرر جمع مرة وهي القوة، هذا ولم أهتد إلى معرفة اسم هذا الجمحي.