للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميع قريش. وكان الذي أطلع لهم هذا الرأي شيخ من أهل نجد، ويزعمون أنه الشيطان. وأتى جبريل رسول الله ﷺ، فأخبره الخبر، وأنزل الله ﷿ عليه: ﴿وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ﴾ (١). وقوله «ليثبتوك» أي ليقيدوك. فأتى رسول الله ﷺ منزل أبي بكر، وأمر عليا فنام على فراشه. فلما دخلوا بيته وهم يرون أنه نائم على فراشه. فقام إليهم عليّ ﵇، فقالوا: أين ابن عمك؟ قال:

لا علم لي به. ويقال إنهم رموه وهم يظنون أنه نبي الله فلما قام، تركوه وسألوا عن النبي ﷺ فأخبرهم أنه لا علم له به.

- قالوا: وخرج النبي ﷺ وأبو بكر من خوخة في ظهر بيت أبي بكر، حتى أتيا غار ثور، فصارا فيه، وكان عامر بن فهيرة يرعى غنما لأبي بكر، فيعزب بها ثم يبيت قريبا، ولا يبعد. فكانا يصيبان من رسلها (٢). فاستأجر أبو بكر رجلا دليلا، يقال له عبد الله بن أريقط الديلي، من كنانة بن خزيمة. وصنع آل أبي بكر لرسول الله ﷺ وأبي بكر سفرة، وذبحت شاة وطبخ لحمها، وجعل في جراب. فقطعت أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما قطعة من نطاقها، فأوكت به الجراب، فقال رسول الله ﷺ: إنّ لها نطاقين في الجنة. فسميت «ذات النطاقين» ويروى أنه كان لها نطاق تنتطق به في منزلها، ونطاق تنتطق به إذا حملت الطعام لرسول الله ﷺ وأبي بكر، فقيل لها ذات النطاقين.

- قالوا: وبعثت قريش قائفين يقصّان آثار رسول الله ﷺ. أحدهما كرز بن علقمة بن هلال الخزاعي. فاتّبعاه، حتى انتهيا إلى غار ثور. فرأى


(١) - سورة الأنفال - الآية:٣٠.
(٢) - في هامش الأصل: أي لبنها.