شهرين وخليفته عليها عبيد الله بن العباس بن يزيد الكندي. واستعمل على البصرة جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي.
فلما قوي أمر يزيد بن الوليد وجاءته البيعة من الآفاق، ولى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، فقدم على منصور فسمع له منصور وأطاع، وكذلك جميع قواد الشام، وقد كان خاف ألاّ يسلم له منصور.
قالوا: وأجرى عبد الله بن عمر على منصور في الشهر مع نزله ثمانية آلاف درهم، وكان يقاتل معه، وولى عبد الله: المسيح بن الحواري بن زياد بن عمرو العتكي أزدشير خرّة من كور فارس، وسليمان بن حبيب بن المهلّب الأهواز، وأقر نصر بن سيّار الليثي على خراسان، وأعطى الناس أعطياتهم وأرزاقهم، فنازعه قواد الشام وقالوا: تقسم على هؤلاء فيئنا وهم عدونا؟ فقال عبد الله لأهل العراق: إني قد أرد فيئكم فيكم، وعلمت أنكم أحقّ فنازعني هؤلاء وأنكروا علي، فخرج أهل الكوفة إلى الجبّانة وتجمعوا، فأرسل إليهم قواد أهل الشام يعتذرون ويحلفون أنهم لم يقولوا شيئا مما بلغهم.
وثار غوغاء الناس وسرعانهم من الفريقين فتناوشوا، وأصيب منهم رهط لم يعرفوا، وعبد الله بن عمر حينئذ بالحيرة، وعبيد الله بن العباس الكندي بالكوفة، وكان منصور استخلفه عليها فأراد أهل الكوفة إخراجه من القصر، فأرسل عبيد الله بن العباس إلى عمر بن الغضبان بن القبعثري فأتاه فنحى الناس عنه، وزجر السفهاء، حتى تحاجزوا من بعضهم بعضا، فبلغ ذلك ابن عمر فأرسل إلى ابن الغضبان وكساه وحمله وأعظم جائزته، وولاه