كاتب ابن عمر، وقد كاتبته مضر وندموا على ما كان منهم، ولم أر لكم معشر ربيعة كتابا ولا رسولا، وليسوا مواقعيكم يومكم حتى تصبحوا فيواقعوكم، فإن استطعتم ألاّ تكون بكم الحرّة (١) دون اليمن ومضر فافعلوا، فإني رجل من قيس، وسنكون غدا بإزائكم فإن أردتم الكتاب إلى صاحبنا أبلغته إياه، وإن أردتم الوفاء لمن خرجتم معه فقد أعلمتكم حال الناس، فدعا القاسم بن عبد الغفار رجالا من قومه فأعلمهم ما قال له القيسي وأن من مع ابن عمر من مضر وربيعة سيقفوا بإزاء ميسرته وفيها ربيعة، فقال ابن معاوية: إن هذه علامة ستظهر لنا إذا أصبحنا فإن أحب عمر بن الغضبان فليأتني الليلة، وإن منعه شغل بما فيه فهو في عذر، وإني لأظن القيسي قد كذب. وأرسل إليه بذلك فأتى الرسول عمر بن الغضبان فرده إليه بكتاب يقول فيه: إن رسولي هذا بمنزلتي عنده فتأمره أن يتوثّق من منصور واسماعيل، فأبى ابن معاوية أن يفعل، وأصبح الناس غادين على القتال وقد جعل ابن معاوية أهل اليمن في الميمنة ومضر وربيعة في الميسرة، ونادى مناديه: من جاء برأس فله كذا، ومن جاء بأسير فله كذا، والمال عند عمر بن الغضبان.
والتقى فاقتتلوا، وحمل عمر بن الغضبان على ميمنة ابن عمر فانكشفوا، ومضى اسماعيل ومنصور من فورهما إلى الحيرة، وزحمت غوغاء الناس أهل اليمن فقتلوا منهم أكثر من ثلاثين رجلا، وقتل الهاشمي وهو العباس بن عبيد الله بن عبد الله زوج بنت الملاءة، أصابه سهم. وقتل